عالم المُغفّلين!

محمد مبارك جمعة

إلى متى تستمر هذه التمثيلية السمجة والخالية من أي احترام لعقول البشر؟ ومن هو كاتب السيناريو وتسلسل الأحداث فيها؟ إيران ترسل سفناً حربية باتجاه المياه الإقليمية للولايات المتحدة الأمريكية. وشبكة "سي أن أن" الأمريكية تنفخ الخبر لتجعل المتابع الأمريكي (المغفل) يصدق ذلك، بل تقتبس أيضاً عن وكالة "فارس" الإيرانية ما تنشره من هرطقات وشمشونيات.

في الوقت نفسه، تدخل الإدارة الأمريكية في حرب (مزعومة) ضد الكونغرس الأمريكي خوفاً على إيران. الرئيس الأمريكي أوباما يقف بالمرصاد ضد أي تحرك من قبل النواب الأمريكيين في الكونغرس لفرض عقوبات اقتصادية على إيران. والمثير للضحك أن الإعلام الأمريكي، ومعه الإعلام العربي (المغفل)، نجحا في إقناع العالم بأن الكونغرس الأمريكي يريد بالفعل فرض عقوبات على إيران بينما أوباما يقف ضد فرض هذه العقوبات، في حين أن واقع الأمر يقول إنه لا الإدارة الأمريكية ولا الكونغرس الأمريكي يريدان فعل أي شيء تجاه إيران، وإن المغفلين فقط هم من يصدقون ذلك. بمعنى آخر، الإعلام الأمريكي الذي يستغفلنا كثيراً هذه الأيام يريد أن يقول لنا إن الرئيس الأمريكي أوباما يشاهد سفناً إيرانية حربية تتجه صوب بلاده، وفي نفس الوقت هو لا يفعل شيئاً وإنما يدافع عن إيران أمام الكونغرس.

من هو المغفل الذي يصدق هذا الكلام؟ وإلى متى تحاول واشنطن إخفاء مصالحها الضاربة جذورها في عمق الأرض مع النظام الإيراني؟ كل هذه التمثيليات والأدوار المتبادلة لا يمكن أن تخفي حقيقة أن واشنطن قدمت العراق الى إيران على طبق من ذهب، وفي مقابل ذلك قدمت إيران برنامجها النووي لواشنطن على طبق من ماس. وكل من يتفرج في الوسط ويصدق قصص السفن الحربية الإيرانية والعقوبات الاقتصادية الأمريكية وغيرها من سيناريوهات العداء بين الطرفين فهو مغفل أيضاً!

"أخبار الخليج" البحرين 13/2/2014