العراق يتحرر فقط من خلال فوهة البندقية وحينما ينطبق جناحي المكون العراقي

دجلة وحيد

ما كنا ندعو إليه في جميع مقالاتنا السابقة ومنذ الاحتلال الغاشم وما بعد فتور أو غياب العمل المقاوم المسلح في السنوات القليلة الماضية قد تحققت بدايته على يد أحرار العراق في محافظة الأنبار في هذه الأيام الحاسمة حينما حاول العميل المزدوج نوري المالكي في 30 كانون أول 2013 الانقضاض على أماكن المعتصمين والقضاء عليهم في هذه المحافظ العصية بحجة الإرهاب وحماية الإرهابيين ولأسباب أخرى تافهة ومختلقة من أجل مد سيطرته على مجمل الأراضى العراقية وخصوصا التي يسكنها عرب العراق وفتح المجال الأرضي والفضائي الإستراتيجي الذي يمتد من بحر قزوين الى شواطئ البحر الأبيض المتوسط للحلف الإيراني-الروسي الجديد وكذلك لخدمة المخطط الصهيو-أمريكي في إدامة ونشر الفوضى الهدامة وتدمير إمكانية أقطارنا العربية في النهوض من أجل الاستقرار والوحدة والبناء.

لقد شككنا في قدرة شعبنا على النهوض والقيام بعمل مسلح واسع النطاق من أجل تحرير العراق بسبب التشرذم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأخلاقي وتقسيم الشعب على أسس طائفية وإثنية وانعدام الشعور الوطني والانتماء القومي الذي أصاب مجتمعنا منذ الاحتلال وما بعد الاندفاع العسكري وتشكيل فصائل (الصحوات) العميلة التي حاربت المقاومة العراقية جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية الغازية بحجة القضاء على تنظيم (القاعدة) وكذلك بسبب فشل المقاومة العراقية في حماية معاقل المعتصمين في الحويجة رغم تعهدها إعلامياً بذلك وتراجع الفعل المسلح الذي أشعلته مجزرة الحويجة بعد ذلك.

مجابهة الحكومة الطائفية العميلة التي تكونت عن طريق العملية السياسية التي فرضها الاحتلال بالقوة والخداع والتي لا يهمها مصلحة الشعب العراقي ولا مصلحة الوطن ولا مصلحة الأمة العربية بشكل عام والمنغمسة في العمالة للأجنبي والإجرام بحق مكون واحد أو مكونات معينة من المجتمع العراقي والمنهمكة في الهدم والاحتيال المستمر ونهب المال العام لا يتم عن طريق الاعتصام السلمي والمطالبة بإصلاحات شكلية أو جوهرية وإنما عن طريق المقاومة المسلحة المستمرة حتى التحرير لأنها حكومة مجرمة وعميلة جاءت عن طريق قوانين فرضها الاحتلال الصهيو-أمريكي-الصفوي ومتكونة من أحزاب أقسمت على تفتيت العراق وتسهيل نهبه خدمة لأسيادها في إيران وأمريكا.

لقد أثبتت صحة رأينا هذا ردود الأفعال الدموية للحكومة العملية ضد المعتصمين ومنذ بداية الاعتصامات السلمية في بغداد والأنبار وصلاح الدين ونينوى ولحد مجزرة الحويجة ومحاولة العميل المالكي الأخيرة للقضاء على المعتصمين في الأنبار عن طريق خطة عسكرية شاذة وماكرة.

الخطة العسكرية الماكرة التي استعملها العميل نوري المالكي والتي أفشلها أحرار العراق في الأنبار كانت مبنية على خداع الشعب العراقي والرأي العام العالمي بأن المالكي كان يريد محاربة الإرهاب والقضاء على التنظيم الافتراضي المعروف بتنظيم (داعش – الدولة الإسلامية في العراق والشام) التابع لتنظيم (القاعدة) في صحراء الأنبار الذي دخل الأراضي العراقية من سوريا. الحرب الافتراضية التي كان المالكي القيام بها في صحراء الأنبار ضد تنظيم (داعش) الافتراضي كان هدفها الالتفاف على أماكن الاعتصامات والقضاء عليها بحجة أن عناصر (داعش) قد اخترقت أماكن الإعتصامات واحتمت بها. الخطأ الذي وقع فيه العميل المالكي وبسببه بدأ الحراك العسكري المسلح الذي قام به أحرار العراق في الأنبار على إثر تجربة مجزرة الحويجة هو تحمسه الشديد واستعجاله للقضاء على الإعتصام والمعتصمين لفرض سيطرته على محافظة الأنبار وتحييدها ولكسب الرأي العام الداخلي والعالمي ومن ثم الفوز في الانتخابات القادمة المزمع عقدها في شهر أبريل/نيسان من هذا العام.

تحرير العراق بشكل كامل وتام من الاحتلال الصهيو-أمريكي-الفارسي-الصفوي وطرد عملائه من أجل بناء عراق ديموقراطي، تعمه العدالة الاجتماعية والسياسية والمساواة لا يمكن أن يتم إلا عن طريق انطباق جناحي المكون العام للشعب العراقي، لأن الحراك الثوري المسلح في محافظة الأنبار وإن امتد الى محافظة صلاح الدين ونينوى وتحرير بغداد لا يكفي ما لم تشترك فيه جماهير وسط وجنوب العراق وذلك لسد كل الثغرات التي قد تستعين بها حكومة المالكي العميلة للبقاء في سدة الحكم مثل اللجوء إلى الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية والاستعاذة أو الاستعانة بقوات إيرانية تحارب جنباً إلى جنب مع جيش ميليشيات المالكي. لهذا ستكون أمنيتنا هي المشاركة العامة للشعب العراق من جنوبه إلى شماله في الحراك الثوري المسلح تقوده قيادات سياسية وعسكرية واعية ومخلصة تتخطى كل العواقب الغريبة التي فرضها الاحتلال الأجنبي على وطننا المغتصب.

5/1/2014